المشاعل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سميرة توفيق غياب و انقطاع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مشاعل فهد
المديرة العامة
المديرة العامة
مشاعل فهد


رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 22/08/2008
الجنس : انثى
العمر : 39
مشاركاتي : 983
هوايتي : المطالعة
الأبراج : الجوزاء الفأر
نقاطي : 58538
السمعة : 0

سميرة توفيق غياب و انقطاع Empty
مُساهمةموضوع: سميرة توفيق غياب و انقطاع   سميرة توفيق غياب و انقطاع I_icon_minitime13/1/2012, 5:29 am

السلام عليكم ورحمة الله

منذ انطلقت و الصورة عنها واحدة ، مميزة ، لا يمكن مقارنتها بغيرها .

سميرة توفيق ، اختارت البلدي الشعبي ، و ذهبت معه إلى الآخر ، تماماً مثلما فعل الجمهور معها لكن السؤال : لماذا انكفأت ، لماذا غابت ، لماذا لا ترد على هاتفها المنزلي ، و لا على هاتفها الدولي ؟؟
هي في بيروت. لا في لندن. لا لقد تركت المدينتين ، و عندها ارتباط في مدينة ثالثة . لكن لماذا لا حس و لا خبر ولا أي كلام عنها ؟؟

إلى حد أن مهرجانات وجهات مختلفة أرادت تكريمها و لكنها لم تجد طريقة لكي تتحدث إليها ، و أهل البيت عندها في منطقة الحازمية ( المحاذي لتلفزيون لبنان ) جوابهم دائماً واحد
و سهل: مسافرة .

و الحقيقة لم نجد أي إجابة عن سؤالنا ، ما الذي يدفع فنانة كبيرة لأن تنسحب بهذه الطريقة من الوسط الفني الذي لطالما كانت نجمته و هي أكثر الحاضرات على قيد الحياة قدرة على الحضور مجدداً لو أتيحت لها فرصة أن تطل لكي تقول شيئا ، كلاماً أو غناءً ، أو ضمن أي صيغة لا فرق إطلاقا ، فالمهم أن تبادر ولا تبقى صورتها بعيدة من العيون ، فيما صوتها يسكن القلب و لا يبرحه لشدة الأثر الذي تركته على مدى عمر عطائها و تنقلاتها بين المسارح العربية .

هذا كله في كفة وما قدمته سميرة توفيق من أفلام بدوية عرفت إقبالاً منقطع النظير على مدى سنوات طويلة في كفة أخرى ، خصوصاً بدوية في باريس ، البدوية العاشقة ، عنتر بن شداد ، و مع ذلك غابت تماماً عن الصوت و الصورة ، وحين يعرض لها شريط من أيام العز يتضاعف السؤال عنها و فحواه واحد : لماذا تترك الست سميرة كل شيء وراءها و تمضي ، مع الأمل أن تكون في وضع صحي جيد ، لأن أكثر من إشاعة أفادت أن هناك وضعاً صحياً مزعجاً ، لكن أحداً لا يستطيع لا تأكيد هذا الكلام ولا نفيه .

ومن المعالم الراقية التي ميزت هذه الفنانة الكبيرة أنها كانت توافق على أن تتقدم جميع زملائها في المناسبات الوطنية المختلفة معتبرة أن واجبها يفرض عليها القيام بهذا الواجب من دون النظر إلى أي بدل مادي مجزٍ أو التطلع إلى وسام أو درع مع أنها تحمل كمية من التقديرات لا يستطيع أحد عدّها .

أحد الرؤساء اللبنانيين قال لها مرة : ابتسمي فقط فيضحك لبنان على الدوام . و هذه حقيقة. لأن أحداً لا يملك صورة لها متجهمة الوجه مثلاً ، أو على الأقل من دون ابتسامة ساحرة تكشف صف أسنان في منتهى الروعة .

و هل ينسى أحد الغمزة التي كانت تطلقها كلما اقتربت منها الكاميرا لكي تتملّى من وجهها العربي الجميل ، و الـ " حسونة " التي تطبعها بهوية البدو وهو ما كانت تقول عنه : " لن أتبدل إطلاقاً ، هذه صورتي التي أردتها منذ البداية و قد أحبها الناس بقوة و دافعوا عنها وسمعت الكثير من الإطراءات التي لا استطيع تجاهل أي منها " .

لكن ما الذي حصل ؟
منذ زمان و لندن مقصدها . ل ها منزل هناك ، ولها أصدقاء و معارف وتستطيع هناك أن تكون طبيعية أكثر من أي مكان آخر . و تبدو الملامح المؤكدة في صورتها أنها تميل إلى الهدوء ، و هو ما توفره لها هذه المدينة على الدوام ، لكنها لم تقبل بنشر أي صورة لها من هناك ، بل كل ما هو متداول من لقطات مصدره حفلات قديمة أقامتها في السبعينات و ما قبل .

لم تقل يوماً أن عليها الاعتزال باكراً. بل و في مقابلة مصورة لتلفزيون لبنان أيام عزه ( بلغ نصف قرن من العمر أخيرا ) قالت: " أنا أغني كما أتنفس ولا أريد أن أتوقف عن الغناء لئلا اختنق " .

لكنها اليوم متوقفة ، ولا ندري حقيقة أين هي ، و ماذا تفعل ، ولكن المؤكد أن صورتها ناصعة في البال. و نرجو أن تكون ماكينة الغناء في كيانها فاعلة إلى الآن، فهي في كل الأوقات لبت الطلبات العديدة إلى حفلات خاصة من أجل أن تظل قادرة على التواصل و الحياة .

الراحل نجيب حنكش قال لها مرة في إحدى مقابلاته : بس شوفك بحب بوسك . فردت ضاحكة : ما في مشكلة مع النية الطيبة . و رد عليها : أنا ما بضمن ست سميرة . وضحك الاثنان .

لطالما تمتعت بذكاء خاص ، و أكثر ما كان يؤرقها حنين لا يتوقف لكل من عرفته وغادر إلى الدار الباقية ، ومنهم عازف الطبلة الذي لطالما تحرك بديناميكية من حولها على المسرح محمد البرجاوي ، لقد بكت عليه كثيراً و أعلنت للقريبين منها : ما حدا يأذيني و يفل .

جمهورها انشغل دائماً في موضوع زواجها أو طلاقها، وكانت الإشاعات مفتوحة على احتمالات كثيرة منها ما كان صحيحاً، و كثيرها كان استنتاجات بحكم بعدها من لبنان، و إن كانت بعض الروايات تردد أنها تزور لبنان سراً و تغادره كذلك ، غير راغبة في لقاء أحد ، لا من تريدهم و لا من لا تريد التحدث إليهم .

عارفوها يقولون : أنها لطالما عاشت حياتها بعيداً عن الأضواء ، كانت تريد أن تبقى في الظل العائلي ، لم ترد أبداً أن ينشر لها و عنها شيء ، حساسة في أن يقال أي كلام عنها و لا نستبعد في حال اطلعت على هذه المادة عنها ، أن تخرج عن صمتها ، و من عزلتها و تقول شيئاً . على الأقل أن تضع بعض النقاط على الحروف .

هو غياب بالكامل . نسمع أحياناً أنها قدمت حفلاً خاصاً في دولة خليجية ، و نحاول التقصّي فلا نفوز بأي جواب ، وهذه سمة تجعل الاستنتاجات تذهب في كل الاتجاهات و لا تستقر عند نقطة أبدا .

كانت تتحدث إلينا واحداً واحداً خلال الرحلات خارج لبنان ، وتقول لنا الكلام الطيب ، و ترفض أن يكون أي عازف أو كورال على غير خط الاحترام و القيمة . لطالما أحببناها و عرفنا أنها ابنة أصل وقادرة دائماً على أن تثبت ذلك من خلال ما تقوم به في شكل عفوي و بعيداً من كل الأطر التي فيها مصلحة أو غاية خاصة .

هذا كلام لعازف واكبها طويلاً ويحبها جداً ويقول عنها : أنها مثال للست العظيمة التي تقدر الناس وتعرف كيف تكسب الود بفطرية خاصة .

سميرة توفيق تلحن أو تكتب. رفضت أن يقال هذا ، مع أن الملحن عبد الفتاح سكر أكد أنها لو تفرغت للحن مثل الغناء لما كانت ملحنة أقل منها مطربة ، والسبب دائماً في ما ذهبت إليه هو الانخراط في مزاجية خاصة .
نعم .. إن عندها طبعاً خاصا معه لا تنصاع لغير رغبتها في فعل شيء ما ، و حين لا تشعر بميلٍ لأي تصرف ، تجد الدنيا من حولها تدفعها إلى ارتياد الطبيعة التي تحبها إلى درجة الذهاب في اتجاهها دائماً ، و أي مكان لا خضرة فيه لا تليق الحياة في ربوعه .

كانت تطلب من معاونيها أن يضعوا مالاً في جيب فلان أو فلانة ، و تبلغهم أن المال هو لمنعهم من الحاجة ، و تدعوهم لأن يحاولوا بذل جهد خاص لكي يصلوا إلى حصيلة تحسّن أوضاعهم و تضعهم على سكة الإنتاج ، وقد رفضت دائماً أن تتجاوز أي فقير في أي مكان من دون مداراته ، أو مراعاة شعوره ، لكن من دون بهرجة ، و كلام كثير عما فعلت .

يبقى أن الغياب عن الساحة الفنية لـسميرة توفيق خسارة يفترض معالجتها ، و لا مجال في السياق لأي بديلة ، فالذي زرعته و غرزته هذه الفنانة في دنيا الفن يعتبر مكسباً لأجيال عدة ، و ما نحن في نبضه اليوم من تطور، متواصل مع توجه البوصلة السابقة .


احترامي

























الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mashael-fahd.yoo7.com
 
سميرة توفيق غياب و انقطاع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المشاعل :: مشاعل البادية :: سميرة توفيق في سطور-
انتقل الى: